سن اليأس والحمل هي علاقة يتعارض كل طرف منها مع الآخر، فسن اليأس يعني أن مخزون المبيض من بويضات قد نفذ وبالتالي لم تعد هناك مقدرة على الحمل من جانب المرأة، يحدث الحمل حين تكون هناك بويضة ذات حجم معين تسمح باستيعاب الحيوان المنوي لتكوين الجنين، ومع مرور السنوات تصبح مقدرة المرأة على إنتاج بويضات جيدة أقل، وتصبح كفاءة التبويض أقل وبالتالي تتأثر الدورة الشهرية حتى تنقطع تماماً، فهل يمكن أن تحدث معجزة الحمل بعد انقطاع الدورة الشهرية أو بعد بلوغ سن اليأس؟ هذا ما سنعرفه في هذا المقال.
سن اليأس والحمل
سن اليأس لدى كل امرأة يختلف عن الأخريات فهو ليس سناً ثابتاً ولكنه بوجه عام يتراوح فيما بين 45 إلى 55 عاماً، وقد سُجلت بعض الحالات التي انقطعت فيها الدورة الشهرية بعد سن الخامسة والخمسين، بلوغ هذا السن يعني أن مخزون المبيض من البويضات قد انتهى وكذلك عدم قدرة الجسم على ضبط كل من هرمونات LH و FSH وهرموني البروجسترون والاستروجين بسبب عدم وجود بويضات، وبالتالي لا تحدث إباضة ولا دورة شهرية وبالتالي لا يحدث حمل.
لا تنقطع الدورة الشهرية بشكل مفاجئ وإنما يسبق ذلك سنة أو أكثر من الدورة الغير منتظمة، فتأتي الدورة الشهرية مرة وانقطع لشهر أو لشهرين ثم تأتي مرة وتنقطع لثلاثة أشهر وهكذا، وفي تلك الفترة من انقطاع الدورة الشهرية انتِ معرضة أيضاً لحدوث الحمل، وعليك أن تستمري في تناول وسيلة منع الحمل إذا كنت ترغبين بعدم الحمل.
هل يمكن الحمل في سن اليأس؟
تصبح احتمالية الحمل في ما قبل سن اليأس قائمة وهي فترة انقطاع الطمث والتي تنزل فيها الدورة الشهرية بصورة غير منتظمة كما ذكرنا اي مرة كل شهرين أو ثلاثة أشهر طالما هناك تبويض ودورة شهرية، ولكن يمكننا أن نقول بأن المرأة وصلت إلى سن اليأس في حالة غياب الدورة الشهرية لأكثر من سنة.
وفي تلك الحالة لن يحدث الحمل خاصة إذا تخطت المرأة عامها الخامس والخمسين، ولكن تظل نسبة هرمونات FSH و LH في مستوياتها الطبيعية وهي الهرمونات التي تحفز إفراز الاستروجين والبروجسترون، أي أنه يمكن حينها تنشيط التبويض بالمتابعة الطبية والعلاجات المكثفة إذا رغبت السيدة في الحمل في هذا السن.
ولكن يعد مرور سن اليأس بعامين إلى ثلاثة أعوام تبدأ كل مستويات الهرمونات في النزول وتكون حينها السيدة غير قادرة على الإنجاب مرة ثانية حتى باستخدام الأدوية والوسائل المساعدة.
هل يمكن عمل الحقن المجهري في سن اليأس؟
ذكرنا أن في سن اليأس لا يوجد هناك تبويض أو بويضات مما يجعل عملية الحمل مستحيلة، إلا إذا كانت هرمونات LH و FSH ما زالت في مستوياتها، لذلك تدخل المرأة بعد ذلك في مرحلة متقدمة من العلاجات والتي يمكن بعدها حدوث الحمل أو لا.
ولكن هناك احتمالية وحيدة لنجاح الحقن المجهري في سن اليأس، وهو إذا كانت المرأة قد قامت بتجميد بويضاتها في السنوات السابقة، وتأخر سن الزواج يمكنها استرداد تلك البويضات وزرعها في الرحم بعد التخصيب لتكوين جنين بشكل طبيعي، وذلك في حالة كانت الحالة الصحية لها تسمح تماماً بالحمل.
هل الحمل في سن 45 خطراً على صحتي علماً بأنني متزوجة حديثاً ولم يسبق لي الإنجاب
تزوجت منذ شهرين ولم يسبق لي الإنجاب وارغب في الحمل السريع وانا بعمر 45 عاماً فما نصيحتكم لي، تجيب الدكتورة رغدة عكاشة بأنه ما زالت هناك احتمالية للحمل طالما توجد دورة شهرية منتظمة وأنصح بالتوجه الفوري إلى الطبيب المتابع لتخطيط التبويض ولكن قبل ذلك يرجى فحص الحالة الصحية جيداً والتأكد من سلامة الجسم وخلوه من الأمراض المزمنة.