كيف أتصرف مع نوبات غضب طفلي :
يجب عليكِ عزيزتى الأم أن تعلمى جيدًا أن سلوك أطفالك ينبع فى الأساس من سلوك والديه ، فعندما نشكو أن الطفل يتصف بالعناد أو العصبية و الغضب ، فإن ذلك يكون مصدره عصبية أو عناد أحد الوالدين . فالتربية على المشاعر المتوازنة أهم المفاهيم التربوية التى ينبغى على الوالدين تعلمها و التركيز عليها فى توجيه الأبناء .
و لكى تربى أطفالك على ضبط مشاعرهم السلبية و كيفيه تحويلها إلى مشاعر إيجابية و صحية ، إليكِ هذة النصائح العملية و المجربة و التى اثبتت فاعليتها نقلًا عن د/ جاسم المطوع ولكن بتصرف :
*** يجب أن يعرف الطفل كيف يعبر عن مشاعره السلبية بالطريقة الصحيحة ، فيتعلم ألا يغضب أو يصرخ أو ينسحب من المكان إذا صادفه موقف أدى إلى غضبه أو لم يعجبه ، و إنما ندربه على الكلام بإتزان و التعبير عما فى نفسه من غضب ، و أن نقول له ” تلكم و عبر عما فى نفسك من مشاعر “
*** يجب عليكِ مدح طفلك عندما يعبر عن مشاعره السلبية و الغاضبة بالكلام و أن تساعديه أن يقول أنه غاضب أو متوتر أو أن هذا الفعل لا يعجبه ، و تشجعيه على التعبير بدلا من السكوت .
*** و أيضًا يجب عليكِ تجاهل نوبات الغضب التى قد يقوم بها الطفل ، فلا يكون غضبه و صراخه سببًا لإهتمامنا به ، لأن هذا يُعزز من السوك الخاطئ لديه ، و هناك طريقة فعالة لتحويل صراخه و غضبه بشكل إيجابى ، بأن تذهبى إليه و تقولى له أنا أهتم بك ليس لأنك غصبت و صرخت و لكن لأن الموضوع الذى سنناقشه مهم و تحدثى معه عما يُغضبه ، و بذلك تحولين طاقته السلبية إلى الحوار بدلًا من الصراخ .
*** إذا أستمر الطفل فى نوبات غضبه و صراخه ، لا بد أن تعامليه بحزم مع المحافظة على هدوئك و أنتِ تتحدثين معه ، فما الفائدة إذا طلبتى منه ألا يغضب بطريقة غاضبة ؟!!! ففهى هذة الحالة سيصل للطفل أن هذا هو السلوك المثالى لتقليده ، فلا تطلبى منه الكف عن فعل شئ أنتِ تفعليه .
*** إذا أستمر الطفل فى حالة الغضب فلا تعاقبيه لأنه خالف أمرك و إنما وجهيه مرة ثانية للسلوك السليم بعد أن تعطيه فرصه لكى يعبر عن غضبه ، و أعطيه الكثير من الطرق لكى يعبر عن غضبه و يختار الملائم له أو الملائم لكل موقف يمر به ، منها الحوار و الكلام و مساعدته فى التعبير عن أفكاره ، و لا تنسى ترديد عبارت الحب له .
*** يجب أن تشرحى لطفلك معنى وصف ( الحليم ) و هو عكس كلمة الغضوب و أفعلى ذلك عن طريقة لعبة ، فمثلًا أتفقى معه إنك ستعطيه نجمه عن كل موقف كان المفروض أن يغضب فيه و لكنه كان حليمًا ، و تعطى له نجمتين عن كل موقف كان فيه غاضبًا و لكنه عبر عن مشاعره الغاضبة بالكلام و ليس بالصمت أو الأنسحاب أو الغضب الشديد و الصراخ ، و فى المقابل ستسحبين منه نجمة مقابل كل موقف تصرف فيه بعصبية أو بالصراخ . و بذلك تربى طفلك على كيفية التعبير عن مشاعره الغاضبة بدلًا من كتمانها أو خروجها بشكل عصبى مبالغ فيه و أيضا تعرف الطفل على معنى الحليم و متى يكون حليمًا .
و يجب أن تشرحى لطفلك معنى حديث رسول الله صل الله عليه و سلم ” ليس الشديد بالصُرَعة ، و إنما الشديد هو من يملك نفسه عند الغضب ” _رواه البخارى و مسلم_ فنرسخ هذا المعنى لديهم و نعلمهم أن الغضب هو سبب أول جريمة فى التاريخ ، عندما قتل قابيل أخوه هابيل بسبب خطأه فى التعبير عن غضبه و شدة انفعاله ثم ندم بعدها .
كما نرسخ فى أذهانهم أن الشيطان يوجد عند الغضب و يجب الأستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وقت الغضب و أن يذهب ليتوضأ أو يغير مكان جلوسه أو المكان كله .
من التجارب العملية * أن الوالد كان يحضر المرآة لأبنته عندما تغضب و يقول لها أنظرى إلى وجهك فى المرآة ، فتضحك الأبنة على بسبب تغير ملامح وجها و هى غاضبة و ينتهى غضبها .
* و أخر كان كلما غضب ابنه طلب منه أن يضع خطًا بالقلم الرصاص على ورقة بيضاء معلقة بالحائط و كلما كان حليمًا أو عبر عن غضبه بالشكل الصحيح كلما مسح خطًا حتى يتم مسح جميع الخطوط من الورقة و يكون ذلك بالصبر على الطفل و قوة إرادة الطفل .
* و أخر علم أبنه المراهق أن يعبر عن غضبه بالكتابة على الورق و نجحت معه هذة الطريقة .
* و هناك من يُعلم أبنائه أن يأخذ الأمور الدنيا بالمزاح و النكات و يبسط لهم الأمور ، و أيضًا كانت طريقة ناجحة .
ففى النهاية يجب تعليم الأبناء متى يغضبون و كيف يغضبون فى الوقت الصحيح و المكان الصحيح و مع الشخص الصح و بالطريقة الصحيحة و إن وصلوا لهذا المستوى ، فإن هذا ما نسميه بالذكاء العاطفى ، و هو مهم للحفاظ على الصحة النفسية .
حفظ الله أبنائنا من كل شر و سوء فى رعاية الله و حفظه و آمنه