السمات المميزة لمرحلة الطفولة و كيف نتعامل معها :
تعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل فى حياة الإنسان ، فهي بداية تكوين الشخصية سواء كانت سوية أو مريضة . فمعظم الأمراض النفسية مثل الكذب و السرقة و الخوف و الإنطواء و الغضب الشديد … إلخ ، ترجع إلى سوء فهم طبيعة هذة المرحلة و متطلباتها ، فإن لم يعامل الطفل معاملة تربيوية سليمة يصبح صاحب شخصية غير سوية . فالطفل دون السادسة لا يستطيع التميز بين الصواب و الخطأ ، و ما يضر و ما ينفع ، فيجب معاملته على أنه غير مدرك و أن ما يفعله طبيعي فى هذا السن ، يجب على الأسرة ترشيد و تهذيب سلوكه . و قبل ذلك يجب معرفة هذة الخصائص و السمات لتلك المرحلة الهامة :
* كثرة الحركة و عدم الأستقرار كثرة الحركة ، و اللعب الدائم دون تعب ، عدم الاستقرار ، لا يجلس فى مكانه لفترة طويلة … إلخ ، فإن ذلك يزيد من ذكاء الطفل و خبرته عندما يكبر ، و أعلمي أن الطفل الذي لا يتحرك كثيرًا أو يجلس معظم الوقت وحيدًا ، فهو طفل غير سوي ، و غالبًا سيصاب بالإنطواء أو الكبت و الخوف و الخجل .
هناك بعض النقاط التي يمكن بها ترشيد حركة الطفل منها :
* شغل فراغه فى أعمال منزلية بسيطة تناسب عمره ، فالطفل إن لم تشغله بالمفيد ، سيهدر طاقته فيما هو غير مفيد ، كما أن أشتراكه فى بعض الأعمال المنزلية سيعوده على الأعتماد على النفس .
* الإشتراك فى أحد الأندية و تفريغ طاقته فى لعبة رياضية مناسبة له ، و خاصة ألعاب الدفاع عن النفس فتعلمه الشجاعة و الثقة بالنفس .
* زيارة الأقارب و الجيران ممن لهم أبناء فى نفس عمر الطفل ، فيلعب معهم و يكون صداقات يفرغ معهم طاقته ، و يراعي عند أختيار الجيران أو الأقارب أن يكونوا من الصالحين ، الذين يهتمون بتربية أبنائهم تربية حسنة قائمة على القيم و الأخلاق الصالحة .
* الخروج إلى المتنزهات مع الأسرة و لو مرة أسبوعيًا ، فإن ذلك يعزز من الترابط الأسرى ، و يفرغ طاقة الطفل فى اللعب بالمتنزه .
*** التقليد :
الطفل عامة يقلد الكبير و خاصة من يحبهم ، و يقلدهم فى السلوك الصحيح و السلوك السئ ، لانه لا يستطيع التفريق بين ما هو حسن و ما هو سئ فالأب الذى يصلى تجد أطفاله يحاولون تقليده ، و المدخن أيضًا تجد أن أطفاله تحاول تقليده ،
و لكي تستغل الأسرة حب الطفل للتقليد عليها أن :
* تحكي له عن قصص الصحابة و الصالحيم و معلماء و الناجحين و كيف نجحوا ، ليحاول تقليدهم أو لكي يأخذ أحدهم قدوة له .
* نحاول تجنب أي سلوك سئ أمامه ، و نكثر من السوكيات الحسنة مثل الصلاة و الصدقة ، و صلة الرحم و المذاكرة و الإجتهاد و حب القراءة و التعلم … و ما إلى ذلك .
* هناك الكثير من الفيديوهات الإسلامية التى تحكي قصص القادة المسلمين الفاتحين ، فتكون بديلًا لأفلام العنف أو الغير أخلاقية التى يشاهدها أطفالنا ليلًا و نهارًا على قنوات التليفزيون .
* عدم السماح للطفل بمشاهدة أفلام الكارتون الخيالية مثل سبايدر مان أو النينجا و هكذا ، حتى لا يُصاب بالإحباط من فشله فى تقليدهم ، أو محاولة تقليدهم بشكل خاطئ مثل أن يرمي مفسه من الشباك متوقعًا طيرانه مثل بطله المفضل .
*** حب اللعب و المرح :
من الطبيعي أن يكون الطفل شاغله الشاغل و همه الأول هو اللعب و المرح ، فحبه للعب ليس عيبًا ، بل إن اللعب قد يكون وسيلة سهلة لأكسابه المهارات و الخبرات و تنمية الذكاء ، فأفضل و سيلة للتعلم هى اللعب ، فاللعب من الخصائص الطبيعة للطفل و إن كان الطفل غير ذلك يكون طفلًا غير طبيعي ، و لكن على الأسرة أن توجهه و ترشده إلى كيفية أختيار ألعابه ، و الأوقات المناسبة للعب و أختيار من يلعب معهم و كيف يستفيد من وقت اللعب .
*** التفكير الخيالى :
يغلب الخيال على تفكير الطفل ، لأن عقله لم ينضج بعد _ ما يسمى بأحلام اليقظة عند الكبار _ فتفكير الطفل غير واقعي فلا يجب الإنزعاج من ذلك أو محاولة تعنيف الطفل على تفكيره الخيالي ، و يجب تنميه خياله بإعطائه مساحة من التخيل مثل أن نقول له الجنة فيها كل ما تحب ، و نتركه يفكر و يتخيل فيها كيفما يشاء .
*** الميل لأكتساب المهارات :
الطفل يسعى دائما لأكتساب المهارات ، فقد يأخذ فى أكتساب المهارات من والديه أو أخوته ، أو من يحبهم و يحاول تقليدهم فيما يفعلون ، فمعظم الأطفال تحب مشاركة الأم فى المطبخ و تقليدها فيما تفعل .
*** الميل إلى الفك و التركيب :
يعتبر الأباء الطفل الذى يفكك ألعابه أو الأشياء المحيطة به بأنه طفل مخرب ، و لكنه ليس كذلك ، انما يدل على حدة الذكاء ، و للتغلب على تلك المشكلة يجب إبعاد الأشياء القابلة للفك عنه ، و إستبدالها بالألعاب النخصصة لذلك ، مثل المكعبات و البازل و الميكانو و الصلصال ، و ما إلى ذلك من أشياء تمني لديه تلك الموهبة و تشبع حاجته .
*** كثرة الأسئلة :
يسأل الطفل عن أى شئ و فى أى وقت و بأى كيفية ، فهناك أنواع من الأسئلة يقصد بها المعرفه مثل أين الله ؟ كيف ينزل المطر ؟ و هكذا و هناك بعض الأسئلة التى يقصد بها إحراج الشخص الذي يسأله مثل لماذا أنت سمين ؟ أو لما لون بشرتك مختلف ؟ و قد يكون السؤال نابع من الخوف و القلق K مثل هل ماما ستموت ؟ هل ستتركونى وحدى ؟ و غير ذلك من الأسئلة.
* يجب الحذر من الكذب على الطفل .
* أو الإجابة على أسئلته بما لا يستطيع إستيعابه .
* و لا نقول له مازلت صغير لتعرف الإجابة لأن الطفل بطبعه عنيد و تلك الإجابة ستزيده شغفًا و سيضطر ليسأل غيرك و قد يكون يجيبه إجابه خاطئة فتعلق فى ذهنه و لن تستطيع تصويبها بسهولة . * فكن واسع الصدر لأسئلة طفلك
*** العناد :
يتميز الطفل بالعناد الشديد ، فيجب عدم إتهامه بالعناد لأن ذلك من سمات و طبيعة المرحلة ، و لكن نجنبه ذلك عن طريق تحفيزه على عدم العناد ، و أن نقص عليه بعض القصص التي تجلع ينفر من هذا السلوك ، أو نشبه الذي يعاند بالشيطان الذي عاند الله و لم يطع أوامره فغضب الله عليه و أدخله النار ، و ما إلى ذلك من الأشياء التى تجنبه العناد ، فعلاج العناد ليس الإهانة أو التوبيخ و الضرب ، و إنما التحفيز و التشجيع .
حفظ الله أبنائنا من كل شر و سوء فى رعاية الله و حفظه و آمنه