ثمة علاقة تاريخية وكلاسيكية بين المرأة و فنون الطبخ . الرجال يعشقون الطهي أيضًا ولكن للنساء يمارسن الطهي باعتباره جزء من تكوينهن. فصنع الطعام جزء أصيل من مهام المرأة اليومية؛ خاصة إذا كانت تلك المرأة كزوجة وأم. ترى متى بدأت علاقة المرأة بالطهي وفنونه؟ ربما منذ فجر التاريخ حيث اعتاد الإنسان البدائي أن يخرج للصيد ويعود بفريسته لزوجته كي تعد له ما لذ وطاب من الطعام.
يرى أصحاب الخبرة الحياتية أن كل امرأة تهتم بالمطبخ وتتقن أصوله، هي امرأة محبة للحياة؛ تحاول إدخال البهجة والسعادة على حياة لزوجها وابنائها وأفراد أسرتها عمومًا، وعادة ما تكون تلك السيدة مهتمة بباقي تفاصيل منزلها من نظافة ونظام وحسن الاستقبال، وغير ذلك من تفاصيل دقيقة في حياتها اليومية.
المرأة وفنون الطبخ .. علاقة حب متبادل
ثمة علاقة حب وعشق بين المرأة وفنون الطبخ؛ ما يفسر الكثير عن شخصية المرأة المحبة لمملكتها، وبالأخص مطبخها الذي تمارس فيه هوايتها في إعداد أشهى الوجبات وإطلاق العنان لشغفها وخيالها في تكوين سفرة مثالية. ويمكن القول أن دخول أي سيدة لعالم الطبخ وفنونه يعد هواية وموهبة فطرية تتمتع بها بعض النساء وبعض الرجال أيضًا.
وغني عن القول أن انصراف المرأة في السنوات الأخيرة إلى العمل لفترات طويلة حيث تظل معظم اليوم خارج بيتها لظروف اقتصادية أو ربما لتحقيق ذاتها ومكانتها في العمل، قد أخذها بعيدًا عن شئون المنزل والمطبخ. أصبحت المرأة في عصرنا الحديث تعتمد كثيرًا على الوجبات السريعة الجاهزة نظرًا لضيق وقتها، ولا ننسى أيضًا منافسة الرجل للمرأة في هذا المجال، فقد رأينا أشهر الطهاة في العالم من الرجال! ولكن هل الطبخ يحب المرأة؟ في اعتقادي نعم! إن إجادة النساء لصنع بعض الوجبات بطريقة رائعة تؤكد أن عملية الطهي تتم بسهولة بين أيديهن، وكأن المكونات تكون طيعة بين أيديهن، وإلا فكيف يبدعن هكذا في صنع أصناف ولا أروع. ولذلك انتشر المثل الشعبي الشهير في عالمنا العربي: “فلانة نَفَسها حلو في الأكل”
الجدات هم سبب ارتباط المرأة وفنون الطبخ !
منذ قديم الزمان، كانت الأم تحرص على تعليم ابنتها مهارات وفنون الطبخ منذ نعومة أظفارها، لتكون عروس مرغوبة وزوجة تأسر قلب زوجها، ربما كان هذا أحد أهم أسباب اهتمام المرأة بشئون المنزل وعلى رأسها المطبخ.
إذا المرأة الواعية معنية بما يخدم صحة أسرتها، فهي حريصة على إطعامهم من دون أن تسبب لهم التخمة، فالأم الذكية لا تعد الوجبات لمجرد حشو المعدة بكميات من الأكل غير الصحي، بل تفكر قبل الطهي. حيث أن المرأة التي تجيد فن الطبخ غالبًا ما تجيد القراءة والمعرفة، فهي شغوفة بمعرفة كل ما يتعلق بمكونات الطعام والتوابل وأنواع الخضروات وأفضل اللحوم وهكذا، فضلًا عن متابعة برامج الطهي للتعرف على أشهى الوجبات وأكثرها فائدة لأطفالها. وقد تتطلع لمعرفة الأصناف المحلية في كل بلد من باب التغيير والتجديد في فنون الطهي. المرأة المحبة للطبخ تهتم بمتابعة أحداث الساحة اليومية كما أنها لا تغفل عن متابعة الأخبار الطبية والصحية لضمان جودة ما تقدمه لأسرتها.
شروط تعلم الطهي:
هناك شروط أساسية لابد من وجودها فيمن ينوى تعلم فن الطبخ، إذ لابد له من معرفة بعض الأساسيات في هذا المجال؛ وفيما يلي أهم هذه الشروط:
- أن يكون المتعلم محبًا للطبخ وشغوفًا بتعلم أصوله.
- أن يتمتع بذوق وحس عالي.
- أن يختار العناصر ذات القيمة الغذائية العالية.
- التخطيط المسبق لإعداد الوجبة الغذائية كحُسن اختيار الأدوات، وتجهيز المكونات المراد طهيها بدقة.
- الإلمام بالمبادئ الأساسية للطبخ.
- وجود خلفية علمية بسيطة عن الأكلات التي يقدمها من الناحية الصحية.
- وأن يقوم بتحديد المدة الزمنية الواجبة لكل أسلوب من أساليب الطهي المعتادة.
- إجادة أساليب وطرق الطهي المعتادة مثل: الخبز والشوي والقلي والسلق. أن يعرف درجات الحرارة المستخدمة لكلّ صنف من المواد الغذائية، فلكلّ مادة غذائية درجة حرارة معينة لتنضج.
ولا ننسى أن هناك تطبيقات واسعة الاستخدام على الانترنت خاصة بالطهي والطهاة ،وأشهر وأهم الأطباق العالمية لمعاونة من يرغب في تعلم فنون الطبخ.
وفي النهاية، هل يمكن القول أن الجدات هن السبب في العلاقة الجوهرية بين المرأة وفنون الطبخ؟ ربما ! فنحن لا يمكن أن ننسى فضل أجدادنا وجداتنا في معرفتنا بعالم الطهي وفنونه الخفية. حيث لا غنى للمطبخ الحديث عن أسرار الجدات ونصائحهن الغالية وطرقهن التقليدية في إعداد أشهى الأطعمة وأطيبها والتي لا يزال بعضها يقدم إلى الآن.