حكم اسقاط الجنين عمدا من أكثر الأسئلة التي توجه إلى جهات الفتوى في معظم دول العالم، قد يكون إنجاب طفل جديد هو نوع من المسؤولية التي تفكر فيها الأم، وقد تكون تلك المسؤولية مادية أو صحية أو نفسية أو ما إلى ذلك من الأسباب التي تدفع الأم في التفكير في إجهاض الجنين في الشهور الأولى، لذلك في هذا المقال نناقش رأي الدين في إسقاط الجنين قبل نفخ الروح فيه وبعد نفخ الروح حتى تكون الأم على وعي كامل بهذا الأمر قبل الإقدام عليه.
حكم اسقاط الجنين عمدا
الإجابة على هذا السؤال تنقسم إلى جزئين:
حكم اسقاط الجنين بعد نفخ الروح
نفخ الروح يعني بلوغ الجنين في رحم الأم أربعة أشهر قمرية من العُمر، وفي هذا الحال يصبح إجهاض الجنين جريمة تُحاسب عليها الأم وتتحمل أوزارها.
إلا إذا كان هذا الإسقاط بسبب توجيهات طبية مثبتة بتقرير طبي بحالة الأم معتمداً من جهة حكومية أن هذا الحمل أن اكتمل سيصبح له خطورة على حياة كل من الأم والجنين معاً، فإن في هذه الحالة سيكون إسقاط الجنين مُباحاً، لأنه في تلك الحالة ستكون هناك ضرورة قصوى لتنزيل الجنين وهي دفع ضرر مؤكد عن الأم.
أما إن لم تكن هناك ضرورة طبية قصوى فإنه في هذه الحالة يحرم إنزال الجنين حتى لو كان الجنين يعاني من مرض وراثي أو تشوهات أو أثبت أن تكوينه به خلل ما، ولكنه لن يؤثر على سير الحمل أو صحة الأم، فالأصل في الحمل أن يكتمل، وإن لم يكون هناك ضرر من وجود الجنين في رحم الأم فلا حاجة لإجهاضه.
حكم اسقاط الجنين عمدا قبل نفخ الروح
أما قبل نفخ الروح في الجسد فهنا الحُكم يختلف قليلاً، ولكن يظل إجهاض الجنين بدون أي عذر طبي حراماً، كما أن إجهاض الجنين في حالة ثبت لديه أي أمراض يمكن علاجها بعد الولادة كأمراض القلب والعظام وما إلى ذلك فهو حرام أيضاً، لأنه يعد من باب التعدي بغير الحق، والأفضل أن تنتظر الأم لحين ولادة الطفل ثم تبدأ معه في رحلة العلاج حتى يشفى بإذن الله.
أما إجهاضه بسبب وجود خلل جيني أو وراثي مثل متلازمة داون أو تشوهات خلقية أو مرض يصعب علاجه في حياته بعد الولادة فهو جائز شرعاً في تلك الحالة، ولكن يجب مراجعة دار الفتاوى لأن كل حالة تختلف عن غيرها، ولا يجب الأخذ بالفتوى عموماً من الإنترنت.
ما هي كفارة الإجهاض عمداً؟
بعد إجراء الإجهاض تبحث بعض النساء عن كيفية تكفير هذا الذنب وهو قتل النفس، وبسؤال دار الإفتاء المصرية عن حكم الإجهاض المتعمد وكفارة هذا الإجهاض جاء الرد بأن الإجهاض إذا كان متعمداً بالفعل سواء قبل بث الروح في الجنين أو بعدها فإن حكمه يكون حكم قتل النفس، وحينها لا بد أن تلجأ المرأة إلى التوبة والاستغفار الكثير والندم على هذا الذنب الكبير.
ولا ترتبط كفارة الإجهاض بصيام أيام معينة أو بإخراج صدقات معينة، أو أي إجراء معين وإنما يمكن التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بتلك الأعمال الصالحة من باب أن الحسنات تذهب السيئات وأنها وسيلة للتقرب للتكفير عن هذا الذنب السابق.
أما في حالة وجود عذر طبي يمنع الأم من استكمال الحمل لخطورة سير الحمل على حياتها، وحدوث مضاعفات صحية خطيرة لها، ففي هذه الحالة فإن إسقاط الجنين قبل إتمامه 120 يوم في رحم الأم لا يستوجب أي كفارة، وإنما هو من جانب الضرورة وإن شاءت الأم بعد ذلك أن تستغفر فهو زيادة في رصيدها من الحسنات.
إقرأي أيضاً
- طرق تثبيت الحمل وكيفية الحفاظ على صحة الجنين من أول يوم
- نزول دم اثناء الحمل في الشهر الاول هل يدل على الإجهاض؟
- الحمل الضعيف أعراضه وأهم المعلومات عنه