البحث عن السعادة
بدأت رحلتي في البحث عن السعادة من بداية سن المراهقة…. توقعت ان السعادة اني ابص في المراية، الاقي بنوتة جميلة ، ينجذب اليها انظار الاعجاب من الجنس الاخر ، و لكن لم اشعر ان هي دي السعادة اللي كنت متخيلاها .. و دخلت ثانوية عامة و توقعت ان السعادة اني اجيب مجموع ادخل به كلية هندسة ،و فضلت خمس سنين بأ عافر عايزة اتخرج و ابقي مهندسة و اشتغل…. مستعجلة علي اللقب و الاستقلالية ، و المكانة في المجتمع و اول مرتب ، و حصل اللي بتمناه بس ما طلعتش هي دي السعادة اللي متوقعها !!!
ما فقدتش الامل و توقعت ان السعادة اني احب و اتجوز اللي بحبه ، اكيد هي دي سعادة اي بنت…. الفستان الابيض ? حبيت و اتجوزت ، بس برضه مش هي دي السعادة ….
قلت ما هيا مش حتكمل الا بالخلفة، اكيد لما احقق غريزة الأمومة ، و اخد ابني في حضني هي قمة السعادة اللي بدور عليها ،و ربنا رزقني بطفلين و اخدتهم في حضني و يا رب ما يحرمنيش منهم و يبارك فيهم… بس باردو في حاجة ناقصة بدور عليها؟؟؟
توقعت انه اكيد شكلي هو اللي مخليني مش سعيدة، لازم اعمل رجيم و ارجع لنفس وزني ، و انا في الكلية ، و فعلا خسيت و لعبت رياضة و رجعت زي الكلية و يمكن ارفع ، وقتها بقي قلت حلبس اللي نفسي فيه و افرح برشاقتي و انا مامي لطفلين و شكلي لسة طالبة ….اكيد حاجة تفرح بس مالحقتش افرح ، و بقي عادي و يمكن اقل من العادي ….
ما زهقتش انا مصرة الاقي السعادة اللي بدور عليها ، توقعت لو غيرت عربيتي ، اللي نص يومي فيها اكيد حبقي مبسوطة…. عايزة اتوماتيك و حاجة كدة فول اوبشن تفتح النفس و جبتها و اتبسط يوم او اتنين ، و خلصت علي كدة و بقت شبهه القديمة بالنسبالي.
توقعت ان روتين الحياة هو اللي مش مخليني سعيدة، لو سافرت و روحت بلد زي تايلاند مثلا اكيد حأبقي في قمة السعادة ، و تغيير جو و مود و مكان، خصوصا لما تعملي شهر عسل جديد بعد 11 سنة جواز….
و رجعت من جزيرة موهومة بجمال الطبيعة و خلص الاسبوع العسل، و رجعت تاااااني ادور علي السعادة!!!
و بقي السؤال اللي بيدور دايما في بالي….عمري بيجري مني و مش لاقية السعادة اللي متوقعاها؟؟ كلها مؤقته و حلوها بيخلص زي الصاروخ… هل المشكلة في معني السعادة و لا في استمرارية الشعور بالسعادة؟؟؟
في مقولة بتقول: اذا كانت هناك وصفة واحدة للتعاسة فهي: التوقعات!!!!
مقولة قريتها و وقفت عندها كتير و فضلت اسأل نفسي:- هل دة معناه اننا لو عيشنا بمبدأ الاستغناء عن التوقعات… حيبقي دة مصدر السعادة الدائم ؟؟ هل هي توقعاتنا الي بتخلينا دايمة متأرجحين بين البحث عن السعادة و الحزن؟؟؟ طيب لو دي الحقيقة ….ازاي حنقدر نستمر و نعيش في سعادة و في نفس الوقت نبطل نتوقع و نتمني و نحلم ، يعني المطلوب مننا نفقد الامل في اي حاجة، علشان لو جت خير و بركة و لو ما استمرتش ما يضرش، ما نزعلشي…. طب ازاي و الحقيقة المؤلمة دي متناقضة مع طبيعتنا البشرية اللي بتبحث عن الكمال والتعلق و الاستمرارية ؟؟؟
لغاية ما قرأت مقالة اكثر من رائعة، تأثرت بيها جدا و لاقيت الاجابة …. الخطأ مش في توقعات و امال البني ادم مننا ابدا ، و لكن الخطأ في المكان اللي بتحط فيه توقعاتك و سعادتك و امالك و تعلقك وحبك و حنينك…. و مش بس بنحطها فيه ، احنا كمان بنعتمد عليها لاشباع احتياجنا و الاحتمال الاكبر اننا بنحدد احزانا و افرحنا علي هذا المكان ، اللي هو مش ثابت و لا دايم لا ليك و لا لغيرك و متغير، و الطبيعي يكون رد فعل مكان زي دة ، اننا نكون في حالة عدم استقرار و اتزان ، و عدم ارتياح و تأرجح عاطفي مستمر….
اكتشفت ان طول ما استمرت انك تضع توقعاتك و امالك في مكان” الدنيا “و ليس في” الله” فهي دي وصفة التعاسة….ايوة الدنيا هي التعاسة لانها هي كلها علي بعضها مؤقته !!! اعتقادنا ان مصدر السعادة و البحث عنها في مكان او شيئ زي الزواج ، و ان شريك حياتك يلبيلك كل احتياجاتك و يملأ فراغك الروحي او في الصديق يكون هو دعمك ، او في الرزق من مال و بنون او في نجاح او في مكانة و تحقيق ذاتك في عمل….. هو المكان الخاطئ و ليس التوقعات .
لو ادركنا ان مصدر سعادتك الدائم هي علاقتك بالله، هو دة المكان اللي توقعك و املك يكون في الله وحده الاحد الحي لا يموت، لما يكون ربك هو مصدر امتلائك مش حتبقي فاضي لانه مصدر لا ينتهي و لا يفني. اعتقد اننا كثير منا عايشين في حب الدنيا رغم اننا بنقول بنحب ربنا و لكن للاسف كل افعلنا ما بدلش علي كدة!!!!
بعد ما قريت المقال، تمنيت ان اصل لهذا اليقين ان يكون مكان توقعاتي و امالي و توكلي علي الله وحده و لا اتكل علي نفسي و لا علي الاخرين من ناس و علاقات انسانية و وسائل الترفيهه المتعددة واعتمد علي لحظات مؤقته بتخلص قبل ما تبتدي ….. ان مصدر السعادة الدائم الكامل اللي يمكننا الاعتماد عليها و تشعر بالامان فيها هي الصلة بالله سبحانه و تعالي
#البحث_عن_السعادة_الدائمة