كيف أتعامل مع إبني السارق ولماذا يسرقني؟ من أكثر المشاعر إيلاماً على الأم مواجهتها بفكرة أن إبنها يسرق، فإبنها الذي لم تحرمه من شيء وتضحي بإحتياجاتها من أجله يتحول لسارق، والسرقة مثلها كمثل أي مشكلة تربوية قد تواجه الأم يجب مواجهتها ومحاولة حلها وعلاج الطفل من السرقة بتعقل وليس بالصراخ والإتهامات وفضحه أمام الغير، حتى تمر الأزمة بسلام وتعديل سلوك الطفل السارق، فالسرقة هي عرض مرضي أولاً قبل أن تتحول لمشكلة سلوكية، تعرفي على مرض السرقة عند الأطفال وكيف يمكن علاجه والتعامل معه بطريقة صحيحة.
مرض السرقة عند الأطفال وكيف يمكن علاجه والتعامل معه
اشكال مرض السرقة عند الأطفال
هناك العديد من الصور التي يمكن أن نطلق عليها لفظ السرقة وإن لم تظهر بنفس الصورة المتعارف عليها، فالسرقة هي الحصول على ماليس لنا به حق، ولكن كيف يمكنك تحديد أشكالها وصورها من خلال تصرفات الطفل؟
- السرقة الكيدية، وهي سرقة يقوم بها الطفل للإنتقام أو إيذاء من تسبب له بأذى من قبل وعقاب له سواء من الكبار أو الصغار من نفس عمره.
- إقرأي أيضاً تربية الأطفال الصحيحة والسليمة وطرق التعامل معهم
- السرقة نتيجة الحرمان: للحصول على ما حُرم منه الطفل ولا يهمه في هذه الحالة ما إذا كان الحصول تم بطريقة شرعية أم لا.
- السرقة لإثبات الذات، وهي تظهر لدي المراهقين، مثل سرقة مفاتيح سيارة الأب للمباهاة أمام أصدقاؤه بها، أو سرقة الفتاه لسلسله الام فقط لإرتدائها لنفس الغرض.
- السرقة لإثبات الشجاعه، وهي تعتمد على الأصدقاء والمجتمع المحيط بالطفل، فمثلاً السطو على حديقة الجار سرقة الفاكهة من الشجرة قد لا يكون مؤذياً بصورة كبيرة من وجهة نظر الطفل لكنه مغامره وإثبات لشجاعته أمام الأصدقاء.
أسباب السرقة
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي لإصابة الطفل بداء السرقة، بالطبع ليست مبرر لكنها قد تساعدك للوقوف على أسباب المشكلة وعلاجها بصورة صحيحه منها:
- القسوة الزائدة والتدليل الزائد، كلاهما يفسدان الطفل ليس فقط من ناحية السرقة بل من ناحية التربية الخلقية عموماً.
- قلة الوازع الديني، فتربيه الطفل على قاعدة وجود الله والحلال والحرام بدون إرهاب ديني أو تخويف زائد عن الحد، وربط الطفل بحب الله وحب طاعته أكبر عاصم من هذه النوعيه من المشاكل.
- أصدقاء السوء هم أساس أغلب المشاكل، فلابد من مراقبه صحبة طفلك منذ البدايات للتدخل في البداية عند ظهور أي بوادر غير مطمئنة قبل أن يتم التأثير الكامل من خلالهم على الطفل.
- الإنتقام والكره للغير قد يجعل الطفل يتخذ هذا السلوك “للأخذ بحقه” وإيذاء الغير بصورة ما مثلما تسببوا في إيذائه من وجهة نظرة.
- الغيرة من الأطفال الآخرين قد يدفعه إلى سرقة أغراضهم والتي لا يمكنه الحصول عليها.
كيف أتعامل مع إبني السارق؟
- العلاقة بإبنك يجب أن تكون علاقة صداقة يسودها التفاهم والحب والصداقة، ولا يحركها الأوامر والنواهي والعصبية في التعامل.
- يجب أن تكوني أنت ووالدة قدوة حسنة لطفلك، ليس فقط في الأمانة ولكن في القرب من الله وتعزيز فكرة “أن الله يرانا”.
- إعطاء إبنك مصروف مناسب لسنه ومتطلباتة ووسطة الإجتماعي، حتى لا يحتاج للسرقة لمواكبة أصدقائه بالمدرسة، خصوصاً للطلبات البسيطة كطعام معين أثناء البريك أو ركوب مواصلة معينة، أو الذهاب لرحلة مع أصدقائه مع الإشراف المدرسي إذا كانت ظروفك تسمح بهذا الأمر فبعض الأمهات تضيق الخناق على طفلها لمحاولة التحكم في طريقة تناوله للطعام الصحي من وجهة نظرها أو عدم تعويده على “الدلع” ولكن أحياناً ينقلب الأمر عكسياً تماماً.
- يجب عدم مهاجمته عندما يطلب منك طلب مثل شراء شيء جديد مثل غطاء موبايل مثلاً أو طلب إبنتك لشراء إكسسوار معين، فيجب أن يتحلى الأمر بالنقاش والإقناع ولا تتركي إبنك لفكرة أنك سترفضين وستحرميه “من وجهة نظره” مما يجعله يلجأ للسرقة منذ البداية دون محاولة النقاش أو الطلب منك، يجب أن يكون هناك توازناً في الطلبات وإجابتها وعدم الرفض المطلق لطلبات إبنك، وعند الرفض يجب أن يكون بالنقاش مع إبنك وإقناعة ووضع بدائل “مثلاً يمكنني إحضارها كهدية للنجاح أو عند إتمام الإمتحان الشهري بدرجات جيدة” أو يمكنك توفير نصف ثمنها من مصروفك وسأكمل أنا الباقي وهكذا.
- يجب التفريق بين حالة السرقة الطارئة تحت تحريض أو ضغط من الأصدقاء مثلاً أو الحاجة لشيء معين والتي غالباً سيشعر بعدها بالندم والتراجع من تلقاء نفسه، وبين السرقة الدائمة والمتكررة.
- إبتعدي عن الأسلوب البوليسي والهجوم في مواجهة إبنك والضغط عليه ليعترف أنه سارق، يجب أن تبحثي عن الأسباب قبل الإتهامات، بل أحياناً يمكنك علاج المشكلة بالبحث عن الأسباب دون أن يعرف بمعرفتك للأمرمن الأساس.
- لا تلحي على إبنك بالإعتراف حتى لا يسرق فيما بعد تبجحاً، وثقة بأنك تعرفين وأن هذا أصبح لا يهم، فيجب أن تكوني مرنة ومتسامحة في الحالات البسيطة والعابرة، ويجب تجديد ثقتك في إبنك وحبك له، وأنه يمكنه اللجوء إليك عندما يريد شيئا.
- إقرأي أيضاً: سن المراهقة وكيفية التعامل معه وكسب صداقة أبنائك المراهقين
- يجب مراعاة سنه و طلباته مثل الخروج مع الأصدقاء والرحلات ورغبة إرتداء الملابس من المحلات التي يفضلها، ومحاولة الموازنة بين طلباته والدخل المادي الشهري للأسرة، وإشراك إبنك في هذه النقاشات ووضع خطة مالية له، مع معرفته بظروف الأسرة وأن هناك حدود يجب التحرك من خلالها.
- الإبتعاد عن أصدقاء السوء من أهم دعائم علاج المشكلة، أشركيه برياضات وأنشطة تهيئ له صداقات وصحبة جديدة تخرجه من دائرة الصداقات السيئة.
- أحيانا يكون السرقة بغرض لفت الإنتباه والرغبة في التميز، فإخلقي علاقة الحب والود بين إبنك دون أن تضطريه للبحث عن وسائل غير سوية للحصول عليها.
- إحذري فضحة أمام الغير، ويجب أن يكون نقاشك وعلاجك للمشكلة ومواجهتك له بها بينك وبينه فالنصيحة في العلن فضيحة، حتى لو كانت أمام أخوته أو أهل البيت.
إن القرب من اللة وتربية نزعة أن الله يرانا لدى الطفل هي العاصم الأول والأخير من أي ذنوب أو أخطاء، وليس خوفه من مراقبتك أنت له.