كيف أحمي طفلي من عنف زملاؤه بالمدرسة ؟
كثيراً ما نسمع عن العنف الشديد الذى يصل إلى حد التوحش فى المدارس ، سواء بين الطالب و المعلم ، أو بين الطلاب و بعضهم البعض . فقد انتشر فى الأونة الأخيرة الكثير من الحوادث التى تقر بوجود هذا النوع من العنف فى مجتمعاتنا العربية بعدما كانت تعانى منها المجتمعات الغربية فقط . و أطلق علماء النفس على هذة الظاهرة اسم ” التنمر ” و ذلك لتحول السلوك الإنسانى لسولك مشابه للسلوك الحيوانى ، حيث لا بقاء لضعيف ، و الأحتكام للأقوى ، دون مراعاة للسلوك القويم و الأخلاق الحميدة .
سنتناول فى هذا المقال تعريف التنمر ، و اشكال و مظاهر التنمر ، و أسباب انتشاره ، و أيضاً كيفية علاجه .
***ما هى ظاهرة التنمر ؟؟؟ فى كتب المتخصصين بهذة الظاهرة تم تعريف التنمر بأنه ” هو ذلك السلوك العدوانى المتكرر الذى يهدف إلى إيذاء شخص آخر ، جسدياً أو معنوياً ، من قبل شخص آخر أو عدة أشخاص ، و يكون ذلك بالقول أو بالفعل للسيطرة على الضحية و إذلالها و نيل مكتسبات غير شرعية منها ”
و فى مجتمعنا نادراً ما يشعر الآباء أو المسئولين التربويين فى المدارس ، بحجم المشكلة التى يقع فيها الأطفال كضحايا للتنمر ، إلا بعد مرور فترة طويلة نسبياً ، و ذلك لأن كثير من هؤلاء الأبناء لا يعلنون ما يتعرضون له ، لأنهم يكونوا تحت ضغط و إرهاب للشخص المتنمر ، و بذلك ليس من السهل إعلان ما يتعرضون له ، حتى لا ينالهم مزيد من الأذى على يد هؤلاء المتنمرين .
و للأسف المشكلة لا تقتصر على الذكور فقط ، و لكن أيضاً توجد بين الفتيات بصورة تناسب شخصياتهن ، و للعلم تكون الفتاة الضحية أكثر تحملاً و أكثر أستعداداً لكتم ما تعانية ، بسبب الطبيعة الأنثوية الضعيفة .
*** أشكال و مظاهر التنمر … للتنمر أشكال متعددة و خاصة فى المدارس ، يبدأ غالباً بالتقسيم التلقائى الذى يفعله الطلاب فى بداية وجودهم معاً ، و ينجذب الطلاب لبعضهم على نحو بدنى أو طائفى أو طبقى ، ثم يقوم الطرف الأقوى بتكوين مجموعة ” شلة ” . يبدأ التنمر بشكل مداعبة خفيفة مرحة يطلق عليها مقالب و يكون ذلك داخل الشلة نفسها ، و سريعاً ما تتطور لأفراد معينين خارج الشلة ، لتتطور المقالب إلى سخافات و مضايقات وإظهار القدرة و إرهاب الضحية حتى يتم إخضاعه للشلة . و فى بعض الأحيان يتطور الامر إلى العنف الجسدى المتعمد ، و الإهانة النفسية المتكررة ، و يكون هذا كنوع من التسلية و اللهو و إظهار السيطرة . و فى بعض الحالات و فى ظل الانفتاح الإعلامى على الغرب و إنعدام الأخلاق وصل الامر إلى الأعتداء الجنسى الجماعى أو الفردى .
التنمر اللفظى : و يكون بالسب و الإهانة و لا بخلو من بعض المعايرة .
التنمر الجسدى : يتطور السلوك إلى الضرب و التعدى على الجسد ، و ربما إجبار الضحية على الإشتراك فى جريمة مثل السرقة .
التنمر العاطفى : يتجنب المتنمر الضحية و يمنع الآخرين من التواصل و اللعب مع الضحية .
و يمكن أن تزداد و سائل التنمر لتصل إلى التشهير عن طريق تصوير الضحية و إلتقاط الفيديوهات لها أوقات السيطرة عليها ، ومن ثَم تهديدهم بنشرها و تبادلها وسط المجتمع أو فى وسائل التواصل الإجتماعى ، و يشكل ذلك تهديد دائم و مستمر للضحية .
*** أسباب ساعدت على انتشار التنمر … استخدام القوة بين الأفرد سلوك بشرى طبيعى و غريزى فى كل المجتمعات ، و سهل مواجهته و تقويمه ، و لكن تحولت المشكلة الآن و صارت منتشرة و اصبحت سلوك مرضى ينذر بخطورة شديدة ، و يجب مواجهته مواجة تربوية رادعة لكى تسيطر عليه ، و تحد من انتشاره و تقليل آثاره .
و هناك بعض العوامل التى ساعدت على تفشى هذة المشكلة منها :
- الألعاب الإلكترونية العنيفة .
- انتشار أفلام العنف .
- الخلل التربوى.
- انتشار قنوات المصارعة.
- العنف الأسرى و المجتمعى.
***كيف أحمي طفلي من عنف زملاؤه بالمدرسة ؟
كيفيه علاج التنمر …كيف تتصرفين مع أبنك الضحية …
– يجب أن تكونى ودودة مع الطفل ، و أشعريه بتفهمك للموقف ، و شجعيه على التحدث عن معاناته .
– قولى له بأنه غير مسئول عن تعرضه للتنمر .
– شاركيه إيجاد الحلول لوقف التنمر .
– احذرى من تشجيعه على الانتقام .
– علميه كيف يستخدم أساليب المرح الدبوماسية للتخلص من الوضع الحرج عند تعرضه للسخرية مثلا .
– و أيضاً علميه كيف يكون حازماً ،و كيف يُظهر ثقته بنفسه و ان يتحدث مرفوع الرأس .
– انصحيه أن يلازم أصدقاء أقوياء و مهذبين ، فالمتنمر يستهدف الطفل الانطوائى أو الوحيد .
– علميه ألا يستجيب للمتنمر ، و يتجاهله ، فهم يستسلمون عندما لا يجدون أهتماماً .
– شجعيه ان يلجأ إلى المسئولين مثل المدرسين أو المرشدين التربوين أو المدير عند الحاجة .
– شجعيه على ممارسة إحدى رياضات الدفاع عن النفس ، ليكتسب المزيد من الثقة بنفسه .
و لحل المشكلة الأكبر ، إذا كان ابنك هو الشخص المتنمر :
– عليكٍ أولا بالأعتراف بوجود مشكلة مع أبنك ، و ابحثى عن أسبابها ، مثل عنف الوالد معه .
– تعاملى معه بهدوء و لكن بشكل حازم .
– أحكى له قصصاً عن أن الذكاء أفضل من القوة . و أفضل مثال من أفلام كارتون توم أند جيرى و كيف أن الفأر بذكائه هو المنتصر دائما و ليس بقوته ، و انقدى تصرفات الفأر المستفزة .
– و علمية أن الحق هو المنتصر دائما .
– عليكِ باللجوء إلى الأخصائى الإجتماعى و النفسى بالمدرسة و ألتزمى بتعليماتهم
– تواصلى مع اهل الطفل الضحية و اعتذرى لهم و للطفل الضحية أيضاً ، و اجعلى ابنك يعتذر لزميله عن تصرفاته و تقديم هديه له .
– لا مانع من استشارة أخصائى نفسى و المتابعة معه فى جلسات تعديل لسلوك أبنك عند الحاجة .
كيف أعرف أن طفلي ضحية للمتنمرين ؟
_ ربما يظهر على الطقل بعض العلامات التى تظهر أنه تعرض للعنف النفسى أو الجسدى مثل :
عدم الرغبة فى الذهاب إلى المدرسة .
تأخر مفاجئ فى مستواهم الدراسى .
وجود آلام أو جروح أو اصابات فى أجسامهم .
انكسار فى شخصياتهم و انزواء نفسى و ميل إلى العزلة .
و أخيراً يجب التنبيه على أنها مشكلة تربوية ، تحتاج إلى توافر الجهود بين المدرسة و الأسرة ، و أن نعلم جيداً أنها ليست مشكلة الضحية فقط و إنما أيضاً مشكلة الجانى ، فهو اأيضاً يحتاج إلى مجهود و أهتمام و علاج حتى يتخلص من سلوكه المشين .فكلاهما يحتاج إلى علاج نفسى و سلوكى ، و كلاهما يحتاجا للتخلص من هذا الضرر .
حفظ الله أبنائنا من كل شر و سوء فى رعاية الله و حفظه و آمنه