من اهم و اصعب المراحل العمرية التى تمر على الابناء ، و تؤثر بالسلب او بالايجاب فى علاقتهم مع والديهم هى ” مرحلة المراهقة” ، و يكثر السؤال : كيف أتعامل مع ابني المراهق
العنيد ؟ ، فالمراهقة مرحلة انتقالية من الطفولة الى النضج و الشباب ، ويجب على الوالدين ان يتفهما جيدا متتطلبات هذة المرحلة .
يجب أن تتذكرى بأن المراهق تتباين مشاعره و تضطرب ، فلا تقلقى ان و جدتى ابنك فى بداية الاكتئاب، و هذا الاضطراب سببه التغيرات الجسمانية و النفسية و العاطفية التى يمر بها المراهق ،و سينتهى هذا الاضطراب بانتهاء فترة المراهقة.
اعلمى عزيزتى ان معظم مشكلات المراهقة مؤقتة و عابرة ، ولكن عليكى التعامل معها بذكاء ، لكي لا تتحول لسلوك و طبع دائم .
و عليكى ايضا ان تفرقى بين الاضطراب العرضى المؤقت ، و بين سوء الطباع الدائم .
فالمراهق المضطرب مؤقتا يكون حساس و يعترف بأخطاءه ، و يقدم الاعتذار بعد الخطأ ، أما صاحب الطبع السئ لا يعترف بالخطا ، ولا يشعر بالذنب تجاه تصرفاته ، فيجب عليكى ان تبتعدى عن صيغة الامر و عن الاسلوبى القهرى ، و أيضا يجب على الوالدين مصادقة المراهق ، و و التحاور معه و عدم الاستهزاء و الاستهتار بمشاعره و افكاره و احلامه . .
هذه الفترة فعلا صعبة علي الأم ، و لكن يجب عليكِ ان تتفهمى صعوبة هذة الفترة على الأبناء ايضا ، فإليك بعض النصائح التى تساعدك فى التعامل مع ابنك المراهق :
- يجب أن تمهدى لطفلك قبل بلوغه لهذة المرحلة ، عن التغيرات الجسمانية و النفسية التى ستحدث له عما قريب ، فالمعرفة المسبقة بالشئ تخفف من حدة القلق و التوتر. .
- عليكى ايضا ان تقوى علاقة ابنائك بربهم ، و اهمية المحافظة على الصلاة. .
- لا تنسى ايضا اهمية التحاور مع المراهق حتى و ان كان يفضل الصمت، شجعيه على الكلام ليفرغ الطاقة التى بداخله ، و تذكرى اهمية الهدوء و التفهم ، وعدم اللجوء الى التعنيف او الضرب و الصراخ ، لان ذلك قد يُزيد المشكلة ،و يجعل المراهق يعاند مع الاهل و يتحداهم. .
- حاولى دائما ان تُجيبى على جميع اسئلة المراهق ، و عدم الاستهزاء بها او تأجيل الاجابة عليها ، حتى لا يقوم بالبحث عن اجابات فى مكان اخر، و ربما يلجا لطريق خطأ يعود عليه بالسلب. .
- اقتربى من اصدقاء ابنائك و معرفة اخلاقهم لكى تجنبيهم مصاحبة اصدقاء السوء ،و لكن بأسلوب ذكى لا يشعرهم بفرض سيطرتك عليهم ، او يُشعرهم بأنك تعامليهم كالاطفال. .
- و لا تنسى ان توجهى اخطاء المراهق الى الاتجاه الصحيح بالنصح والارشاد ، و مهم جدا عدم التعليق على الاخطاء كثيرا..
- و تذكرى اهمية التفريق بين الابناء عند النوم ، لان المراهق يكون غالبا تابعا لرغباته التى عادة تتعلق بالجنس و اكتشافه ، فقد وصانا نبينا الكريم فى حديثه الشريف “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع ” اخرجه ابوداود. .
- و اخيرا حاولى الا تبالغى فى انفعالاتك و لا تشعريه بانه دائما مراقب و تصرفاته تحت المجهر، و تذكرى دائما بأنهم لم يصبحوا اطفالا بعد الان ، بل رجال و نساء المستقبل.
حفظ الله ابنائنا من كل شر و سوء
فى رعاية الله وحفظه و امنه