ابني يسرق كيف اتعامل معه ؟
السرقة عند الأطفال من أكبر المشكلات التى تواجهها الأسرة ، و بمجرد علم الوالدين أن أحد أبنائهم يسرق يشعرون بالخوف و القلق و الغضب ، و لكى يستطيع الوالدان حل هذة المشكلة يجب عليهما معرفة الأسباب و الدوافع وراء هذا السلوك المشين ، و محاولة إكساب الابن سلوك الأمانة و الصدق .
*** من المهم معرفة أن الطفل حتى عمر الخامسة ، لا يدرك المفهوم الكامل لسلوك السرقة ، فيتصف هذا العمر بالأنانية و يكون ذاتياً جداً فى إمتلاك و محاولة أخذ ما يريده ، و لا يجب أن نصف ما يفعله بالسرقة ، و لكن يمكن إفهامه أن أخذ شئ ليس بملكه و ملك شخص أخر بدون إذنه فهو خطأ يمكن أن يعاقب عليه ، فالطفل فى هذا العمر لا يدرك مفهوم السرقة و أضرارها على المجتمع و نظرة الدين و الأخلاق و القانون إليها .
*** فى عمر المدرسة يمكن للطفل أن يدرك مفهوم السرقة و ان يتعلم أنها خطأ و حرام .
*** دوافع السرقة عند الأطفال كثيرة جداً منها :
– الجهل بمعنى الملكية الخاصة .
– و الحرمان المادى أو المعنوى و العاطفى .
– الغيرة و الانتقام .
– الرغبة فى الامتلاك .
– التخلص من مأزق .
– الخوف من عقاب .
– التفاخر و المباهاة .
– للتقليد و المحاكاة .
– أصدقاء السوء .
– شغل الفراغ و إشباع ميول .
– البيئة الإجرامية .
– تأثير الأفلام و الإعلام التى تصور السارق بأنه بطل ، و كذلك تأثير الألعاب الإليكترونية .
– التدليل الزائد أو القسوة الزائدة .
– الضعف العقلى و انخفاض معدل الذكاء .
*** الوقاية من سلوك السرقة:
و كما يقولون الوقاية خيراً من العلاج ، فهناك بعض النقاط التى يجب على الوالدين مراعتها ، حتى يتجنوا هذا السولك من أطفالهم منها :
– تعليم أبنائهم القيم و الأخلاق و العادات الجيدة ، و غرس القيم الدينية و الاخلاقية ، و حثهم على المحافظة على ممتلكات الغير ، و أهمية حفظ الأمانة .. و يجب ان يرى الطفل هذا السلوك من والديه ، فلا ننهى عن شئ و نفعل مثله .
– يجب أن يكون للطفل مصروف ثابت يستطيع أن يشترى به ما يحتاجه ، فيجب ان يشعر الطفل أنه سيحصل على النقود من والديه إذا احتاج شيئاً .
– أن تكون العلاقة بين الوالدين و أبنائهم علاقة و ثيقة يسودها الحب و العاطفة و الإحترام و الإهتمام و التفاهم و الحرية فى التعبير .
– يجب أن يكون الوالدان و الاخوة الأكبر للطفل قدوة حسنة له و هم المثل الاعلى الذى يقتدى به .
– و يجب أيضاً أن يعلم الوالدين أطفالهم منذ الصغر حق الملكية الخاصة به ، و اهميتها و عدم الإعتداء عليها . حتى يتعلم كيف يحافظ على ملكية غيره .
*** علاج المشكلة :
إن حدث المشكلة لا قدر الله فلا تقلقى فهناك علاج بإذن الله ، و لكن يجب أولا معرفة الدافع الحقيقى للسرقة ، حتى يتم العلاج بالشكل الصحيح ، فالعقاب وحده لا يحل المشكلة ، بل على العكس يمكن أن يزيدها ، فالسرقة مشكلة سلوكيه و أهم عوامل علاجها إزالة سببها .
– يجب أولا دراسة الدوافع التى دفعت الطفل لهذا السلوك ، وهل هى مشكلة عابرة أم متكررة ؟ و هل يقلد أحداً ؟ و هل السرقة عنده تُشبع وظيفة اجتماعية مثل التباهى أو اثبات الذات ؟ أم وظيفه نفسية مثل فقدان الرعاية و الاحتواء ؟ فيجب الأجابة على هذة الأسئلة قبل البدء بأى شئ أخر .
– عدم التصرف مع الطفل بعصبية ، و لا تشعريه بأن ما حدث مصيبة لا تغتفر ، بل عامليه كأنه حاله خاصة ، و اشعريه بأنك متفهمه لوضعه و لا توجهى له تهمة السرقة مباشرة ، ولا تبالغى فى ردة فعلك عند مواجهته حتى لا يلجأ طفلك للكذب للدفاع عن نفسه .
– يجب على الطفل إعادة ما سرقه إلى الشخص الذى سرق منه مع الإعتذار له .
– احذرى من أن تطلقى على طفلك لقب سارق او لص أو حرامى ، فبذلك تقضى على سلامة صحته النفسية ، و ترسخى هذا الوصف بعقله .
– عدم معايرة الطفل أمام الأخرين حتى و ان كانوا اخوته ، حتى لا يشعر بالنقص و المهانة .
– أخلقى للطفل شعور بالملكية ، خصصى له مقتنيات لا يجب التعدى عليها ، أعطيه مصروف يومى يُناسب عمره و الوسط الإجتماعى الذى يعيش فيه .
– تكلمى مع طفلك و احكى له بعض القصص التى توضح جزاء السارقين ، و لكن احذرى من ان تشيرى بأنه منهم .
– لا تنسى ان تراقبى سلوكيات طفلك دائما ، و تصححى ما يحتاج إلى تقويم كالكذب و الغش ، و ايضاً راقبى غرفة طفلك و حقيبته و الأشياء الخاصة به ،و لكن بدون علمه و لا تشعريه بأنه تحت المراقبة .
– و أخيراً لا تنسى سلاح الدعاء لهم بالهداية ، و حفظهم من كل شر و سوء ، فدعاء والوالدين مستجاب بإذن الله .
*** و يجب ان تعلمى عزيزتى بأن هناك بعض الأمراض النفسية التى يلجأ الطفل بسسبها إلى السرقة منها :
* الرغبة المرضية فى التملك : و غالباً يصاب بها الأطفال المدللين الذيم لا يشبعهم شئ ، فلا شئ يملا اعينهم أبداً .
– هوس السرقة : حالة مرضية يلجأ الطفل فيها إلى سرقة أشياء ليس لها قيمة أو ليس فى حاجة إليها ، و تكون على هيئة نوبات يشعر الطفل بتوتر شديد لا يخف إلا بعد السرقة ، و هو فعل قهرى ، و ربما يشعر الطفل بالندم بعد ذلك . ففهى مثل هذة الحالات لابد من تدخل أخصائى نفسى للأطفال ، لأنهم بحاجة إلى علاج نفسى لا تستطيع الأسرة تقديمه لهم .
* و فى جميع الحالات من الممكن أستشارة أخصائى نفسى ، ليساعكم على معرفة الدوافع و الحلول المناسبة لها ، و معالجة الطفل بصورة هادفة لا تتر بداخله أى آثر لتلك الواقعة .
حفظ الله ابنائنا من كل شر و سوء دُمتم فى رعاية الله و حفظه و آمنه