ما هي العوامل التي تؤثر على تحول العقار من دواء إلى داء؟، وكذلك هل كل عقار إدمان؟، فهذه التساؤلات تلوح في الأفق حينما نبحث عن إجابة للسؤال الأهم: ما هي المواد المسببة للادمان؟
بداية العوامل التي تؤثر على تحول العقار الطبي من دواء إلى داء، أولها الإفراط في تناول الجرعات خارج الإطار الطبي، ثانيها الاعتمادية التي يُسببها ذلك والرغبة الشديدة في تعاطي المزيد من جرعات العقار، وثالثها ظهور أعراض انسحابية عند التوقف عن التعاطي، ورابعها الأضرار التي تركها الإدمان في الجسم وتأثيره على الحالة الجسدية والنفسية للمدمن، بينما ينصح الأطباء المتخصصين في الطب النفسي وعلاج الادمان، عند حدوث أي أعراض جانبية للعقار لسوء استخدامه، لا بد من التواصل مع مركز علاج ادمان للتخلص من آثار العقاقير المخدرة، فكل عقار ليس إدمانًا لأن له فوائد طبية مثل، الترامادول، الهيروين، ليرولين، وليريكا وغيرها من العقاقير والمواد المخدرة الأخرى، لكن استخدامها دون إشراف طبي أو لعرض مرضي أو من باب الاعتمادية فهي إدمان، والدليل وضعها بجدول المخدرات.
ويذهب الخبراء والباحثين في مجال الطب النفسي وعلاج الإدمان، إلى أن المواد المسببة للإدمان يُمكن تصنيفها كما يلي، ولكن في البداية:
ما هو الدوبامين؟
الدوبامين، هو كلمة السر في التعرف على المواد المسببة للادمان، بالحامض الأميني (التيروزين) يعمل على تصنيع الناقل العصبي (الدوبامين)، ليحصل الجسم على (الدوبا)، ثم يحولها الجسم إلى (الدوبامين)، ليستخدمه الجهاز العصبي في نقل الإشارات العصبية، والتحكم في كيمياء الدماغ، و زيادته عن الحد الطبيعي، بسوء استخدام العقاقير المخدرة، أو استخدام أحد أنواع المواد المسببة للادمان، يتسبب في مضاعفات، منها الهلاوس، والضلالات، تغيير المزاج، الاشتياق لتعاطي المخدرات أو الكحول، أمراض الفصام والذهان، ونوبات الاكتئاب.
ما هي المواد المسببة للادمان؟
- الهيروين، من المواد الأفيونية الأكثر فتكًا بالمدمن، وترفع من مستوى الدوبامين في الدماغ، للضعف.
- الكوكايين، من المخدرات الطبيعية الأكثر انتشارًا حول العالم، وترفع من مستوى الدوبامين في الدماغ، لثلاثة أضعاف.
- الأمفيتامينات، من المنشطات النفسية، التي ترفع من إثارة مراكز الجهاز العصبي المركزي مثل، الكبتاجون، الكريستال ميث، والميثامفيتامين.
- المخدرات الطبيعية، وأشهرها القنبيات (الحشيش، الماريجوانا، القات)، وكذلك الأفيون الذي يستخرج من نبات الخشخاش، ومنها النباتات العشبية، والبرية، وكذلك النباتات المهلوسة، فهي مخدرات طبيعية ليس بها أي إضافة، وجلها تؤثر على الجهاز العصبي للمتعاطي، وتحتاج إلى علاج داخل إحدى مستشفيات علاج ادمان المخدرات.
- المخدرات المُخلقة، والتي اتبعت نهج سوء استخدام العقاقير الطبية، وتم تخليقها بإضافة مواد كيميائية، ومواد شديدة السُمية، وتم تصنيعها من مشتقات المواد المخدرة، لترويجها وبيعها بالأسواق، ومنها الأفيونات التخليقية، وشبه التخليقية، والمهدئات، وتعمل بالتأثير على الجهاز العصبي، وتغيير المزاج، والشعور بالنشوة، ومنها أيضًا، المبروبامات، البتروديازيم، و الباربيتورات.
- الباربيتورات، هي عائلة دوائية فئة (المهدئات والمنومات) التي تعمل على تثبيط الجهاز العصبي، وتؤدي قطعًا إلى الاعتمادية (الجسدية، والنفسية) للعقار، وزيادة الجرعات قد يؤدي إلى الوفاة.
- النيكوتين، هو مادة فعالة للتبغ تعمل على تحفيز الجهاز العصبي، وتعد من أكثر خمس مواد مُسببة للإدمان حول العالم، لما تسببه من آثار وأضرار جسدية ونفسية بالغة، فضلاً عن كونه مدخل رئيسي للإدمان.
- الكحول، من المواد الإدمانية التي تؤثر على الدماغ مباشرة، ويرفع من مستويات الدوبامين بشكل قياسي، ويزيد من نوبات القلق والاكتئاب، ويتسبب في أمراض الجهاز الهضمي والتليف الكبدي، والسرطانات، وأمراض القلب، والسكتات الدماغية، والعنف والعدوانية.
- المهلوسات، منها ما هو طبيعي مثل (عيش الغراب، والسيكالين، ومنها ما هو مُخلق (الفطر السحري، وLSD)، وتسبب الهلاوس السمعية والبصرية وتشوش الإدراك الحسي، التي تحدث نتيجة اضطرابات النشاط العقلي، وحدوث الاسترخاء والهدوء النفسي، الذي يصاحبه مع الوقت أعراض فصامية وذهنية، ويتم تعاطيه بالبلع، أو الحقن، أو الشم، على شكل أقراص، أو أصابع، أو بودرة.
احصائيات مُفجِعة
بحسب التقرير السنوي للهيئة الدولية لمراقبة المخدرات لعام 2019، وبناءً على نتائج توصل إليها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، جاءت بعض الاحصائيات الصادمة كما يلي:
- استخدام الكحول والتبغ في مرحلة المراهقة يُعزِز من فُرص تعاطي الشباب للمواد المخدرة (الحشيش، الكوكايين، والأفيون)، في الفئة من 16-19 عامًا.
- القنبيات أكثر المواد المسببة للادمان انتشارًا بين فئة الشباب.
- حوالي 5.6% من شباب العالم يتعاطون الحشيش والماريجوانا.
● 23.1% من وفيات الفئة العمرية 15-29 عامًا، (المدمنين) بسبب “التشخيص المزدوج”.