هذه الأيام سوف تجد أن الكثير من النساء يتعرضون إلى ضغوطات ومشاكل كثيرة في حياتهم بسبب التفكير الزائد الذي يؤثر على حالتهم النفسية هل سألتي نفسكي يومًا إذا ما كان هناك علاقة بين التفكير المفرط والحالة النفسية؟ و هل يمكن أن يجعل ذلك التفكير الإنسان يكتئب على سبيل المثال أو أن يؤدي به إلى الأفكار السلبية أو الغضب أو الخوف مما يجعلكي عنيفة مع الناس وتصبحي على غير طبيعتكي وهذا ما سوف نعرفه خلال السطور القادمة.
التفكير الزائد
لا يوجد مفهوم صريح يعرف باضطراب التفكير الزائد لكن يمكن أن نعتبره أحد أعراض الاضطرابات العقلية والنفسية مثله مثل اضطراب الهلع أو القلق أو اضطراب ما بعد الصدمة أو التفكير الوسواسي والرهاب الاجتماعي.
على حسب بعض الدراسات تم التأكيد بأن هذا المرض يعتبر من الأمور الطبيعية التي قد يمر بها أي إنسان في إحدى مراحل حياته، حيث أنه سوف نجد أن 73% من الشباب من سن 25 إلى 35 يعانون منه وأن 43% من الرجال،و57% من النساء يعانون منه أيضًا.
كما يمكننا تعريف هذا المرض على أنه المبالغة الشديدة في التفكير في أمور مختلفة وقد تكون منذ زمن أو لم تحدث حتى ولا تعرف إذا ما كانت سوف تحدث بالفعل أو لا، أو أنه الهوس والتفكير بعمق في أمور كثيرة دون هدف وتركز على المشاعر السلبية فقط ودون أن تجد أي حلول واقعية تبعدك عن ذلك مما يسبب لك صورة كارثية أو سلبية عن حياتك.
أنواع التفكير المرضي
علينا أن نلاحظ أن الإنسان لا يولد به بل إنه يكتسب هذا الأمر مع مرور الوقت ويصبح أمر لا إرادي ولا يستطيع التحكم فيه ويبدأ التفكير العميق بشكل سلبي ويلوم نفسه وقد يطول هذا التفكير إلى فترات طويلة، والتفكير المتزايد يمكن تقسيمه إلى نوعين أساسين وهما:
- التحسر: وهذا النوع يرتبط بالتفكير في الماضي والندم على شيء أو فعل قد قام به بالفعل وكان يجب فعل أمر آخر.
- القلق المستمر: وهذا النوع يرتبط به التفكير السلبي لما سوف يحدث بالمستقبل حيث أنه يعتقد أنه سوف يكرر نفس أخطاء الماضي.
في كلا النوعين المريض يشعر بأنه يعيش بداخل دوامة من الأفكار المؤلمة والهدامة وهذا ما يشعره بالضغط بشكل مستمر والشعور بالكرب والتشاؤم عند التفكير.
أعراض التفكير المفرط
هناك بعض الأعراض التي تحدد ما إذا كنت تعاني من هذا المرض أو لا لمحاولة معالجة تلك المشكلة بالحلول الممكنة، ومن هذه الأعراض:
- الشعور بالقلق بشكل دائم حتى في المواقف العادية التي لا تستدعي القلق.
- أن تذكر نفسك بأخطاء ماضية بشكل مستمر.
- التفكير في المواقف واللحظات الحرجة بشكل متكرر.
- أن تكون كثير سؤال نفسك ماذا لو.
- أن تجد صعوبة في القدرة على النوم لعدم التوقف عن التفكير.
- إذا كنت مما يقضون وقتهم في التفكير حول الأحداث التي تحدث أو المعنى المقصود من وراء كلام الآخرين والبحث عن المعنى الأعمق.
- إن كنت تقضي وقت في القلق بشأن مستقبلك أو أن تقوم بالتفكير في أحداث الماضي ولوم نفسك وعدم التركيز في حاضرك.
- لا تستطيع أن تسيطر على أفكارك.
- تقييم حياتك وكأنك في سباق مع الآخرين.
- إقناع النفس بأن الأسوأ هو ما سوف يحدث.
أسباب التفكير الزائد
هناك بعض الأسباب أو العوامل التي تؤدي بك إلى حالة التفكير المفرط ومنها:
- الضغوطات النفسية.
- الصدمات العاطفية القوية.
- التعرض للفشل بصورة متكررة.
- عدم قدرتك على أن تتخلص من أفكار الماضي المؤلمة.
- أن تتعرض إلى خيبات وخذلان من أقرب الأشخاص لك.
- لديك الكثير من وقت الفراغ، مما يجعلك تجلس مع نفسك كثيرًا.
الإصابات الناتجة عن التفكير المفرط
هناك بعض الدراسات التي قد أكدت إلى أن الزيادة في التفكير قد يؤدي إلى أن تصاب بمرض نفسي أو جسماني وذلك لأن التفكير المفرط يجعلهم يفكرون بطرق سلبية ومن تلك الإصابات:
- الشعور بالخمول والتعب بشكل دائم.
- عدم القدرة على الراحة والنوم بطريقة طبيعية والإصابة بالأرق.
- الشعور بالغضب عند تعرضك لأي ضغط.
- قد يؤدي إلى أن تصاب بالاكتئاب.
- هناك أيضًا مشاكل تنتج عن مشاكل في الغدة الكظرية والغدة النخامية وهي أن تصاب بأورام سرطانية نتيجة للتأثير في مناعة جسمك.
- حدوث مشاكل في الجهاز الهضمي وذلك سوف يؤثر على الشهية.
- تتعرض لاضطراب الحالة المزاجية كالتوتر والقلق الدائم.
- الضغوطات العصبية والنفسية التي تكون مؤثرة على صحة القولون وتؤدي إلى إصابتك بالقولون العصبي.
- يؤدي أيضًا إلى التأثير على خلايا المخ مما يكون له تأثير على الذاكرة.
- قد يؤدي بك إلى اللجوء إلى نمط الحياة الغير صحي مثل أن تبدأ في تناول الطعام الغير صحي وتناول الكحوليات والممنوعات وتلجأ لهم كوسيلة للهروب من اضطرابات عقلك وكثرة الأفكار به.
علاج الزيادة في التفكير
لا يوجد علاج محدد يمكن أن يقوم بعلاج هذا المرض حيث أن العلاجات الدوائية قد تنحصر في أدوية الاكتئاب وحاصرات بيتا وأدوية لتقليل القلق لكن من الأفضل أن تقوم بتلك العلاجات الطبيعية الأخرى ومنها:
- تقوم بتحديد وقت لتتخذ به قراراتك وذلك سوف يجعلك تتوقف عن التردد والتفكير الكثير في أخذ أي قرار.
- أن تكون واقعي وتسلم بالقدر حيث أنه يجب أن تدرك أن هناك تغيرات تحدث في حياة الإنسان وهذا شيء طبيعي ولن تستطيع تغييرها.
- أن تتبع خطة مكتوبة عن طريق كتابة الأمور التي يجب أن تفعلها بيومك وما الأهداف التي تريد أن تحققها في هذا اليوم.
- القراءة سوف تلهيك عن التفكير المتزايد وتحفزك لأن تفكر بشكل إيجابي.
- التحدث مع أخصائي له خبرة ولديه كفاءة ليساعدك على تخطي هذه المحنة.
- ملاحظة أنك تبالغ في تفكيرك فعلًا ويجب أن تضع حد لنفسك عندما تجد نفسك قد بدأت في ذلك.
- تحدي أفكارك السلبية والابتعاد عنها.
- التفكير في بدائل إيجابية وسعيدة وذلك سوف يحسن من مزاجك.
- يمكن أن تقوم بالتركيز على حل المشكلة والتعلم من أخطائك.
- التخلص من خوفك وتواجه كمواجهة سبب خوفك كفشلك الماضي أو أنك تخاف أن تفشل في المستقبل.
نصائح للتخلص من التفكير المتزايد
يمكن أن تلجأ إلى بعض التمارين لتساعدك وتبعدك عن التفكير المفرط حيث يمكن أن تقوم بالآتي:
- تقوم بتمارين التنفس العميق عن طريق الجلوس بشكل مريح وتحرص على أن يكون الكتفين والرقبة في وضع راحة وتبدأ بالتنفس هذا الأمر سوف يجعلك تتوقف عن التفكير.
- ممارسة أي نشاط رياضي أو حتى اللجوء إلى الكتابة والرسم.
- القيام بتمارين التأمل لتصفية ذهنك وإبعادك عن زحمة أفكارك وتقليل ما تعانيه من قلق أو ضغوطات وتوتر.
- يمكنك أن تقوم بتمارين القوة العقلية التي تساعدك على زيادة وعيك الذاتي لما حولك.
بذلك فإننا ندرك الآن أن التفكير الزائد من الأمور التي قد تجعل حياتك تعيسة وتجعلك تفوت الكثير من فرص الحياة الممتعة التي لم تجربها من قبل لمجرد الخوف من الفشل وفقدان تركيزك حيث سوف تعتقد أن حياتك معرضة للخطر وقد يصيبك ذلك بالجنون، لذلك من الأفضل إذا وجدت أعراض هذا المرض أن تبدأ بالذهاب إلى شخص مختص أو تطبق تلك النصائح والعلاجات الأخرى.