879
كيف أتعامل مع مريض الأكتئاب ؟
لا شك بأن الأكتئاب هو مرض العصر ، ، و بيوت كثيرة تعاني من أصابه أحد أفرادها بالأكتئاب بدرجات متفاوته .. و لكن ما نتحدث عنه اليوم هو الاكتئاب المرضي ، و هو درجه أشد صعوبه من حالات الأكتئاب العارض ، و تتسبب بالكثير من المشاكل بين الأطراف ، خاصه حين لا نعرف كيف نتعامل مع مريض الأكتئاب فيزداد الجفوه و العصبيه بين الأفراد و التباعد و النفور بينهم .
كيف أتعامل مع مريض الأكتئاب ؟.
- في البدايه يجب أن تعلمي بأن الأكتئاب مرض ، لا يزول بمجرد الكلمات بل أحيانا يكون خلل كيميائي بحاجه للعلاج .. فلابد أن تقدري المشكله جيدا ، و لا تتعاملي معها بأستهتار .. و أذا فشلتي في التعامل مع الأمر يجب التحدث مع الطرف الأخر علي ضروره طلب المشوره و العلاج من الطبيب المختص ، و يجب ان توضحي له ، بأن الأمر لا يعيبه أطلاقا ، و أن العلاج لا يعني الأدمان لأدوية الأكتئاب ، وأنها فتره و ستنتهي بتعاون كافه الأطراف .
- حينما يتحدث الطرف الأخر عن مشاكله ، مهما كنتي تقتنعين بتفاهتها من وجهه نظرك ، و أن الأخرين يعانون بمشاكل أهم ، يجب أن نستمعي له بأهتمام ، و لا تستهيني بأفكاره و مشاعره ، و لا تقارنيه بغيره .. أتركيه فقط يتحدث ، و كوني الصدر الحنون الذي يستند اليه في ضعفه .
- لا تفرضي عليه أوضاعا يرفضها ، أفتناعا منك بأنها ستحل المشاكل ، و لا تأخذي قرارات يرفضها و تثير أحساسه بالرفض نيابه عنه علي أعتبار ( أنه القرار الأصوب ، و أنه لا يستطيع أتخاذ القرار الصائب ) ..
- يجب ان تعلمي أنك لا تشعرين فعلا بالمعاناه التي يشعر بيها ، فمريض الأكتئاب في معاناه حقيقيه ، لا يشعر بها ألا من مر بظروف مماثله و معاناه مرضيه فعليه .
- لا تشعري بالذنب ، و بأنك السبب في عدم شعوره بالسعاده ، فالأمر ليس لك دخل به أطلاقا ، لا تأخذي الكلمات و المشاعر و التصرفات بحساسيه .
- أدعمي شريكك ، بمعني اخر أوعديه بأنك لن تتخلي عنه أبدا ، و أنك بجانبه للابد ، لا بد أن يشعر بالأمان العاطفي معك .
- لا تتركي المجال لحاله الأكتئاب بالسيطره علي البيت ، أو بمعني أدق ( تعديكي ) لأن الأكتئاب معدي بالفعل ، أفتحي الشبابيك ، و أجعلي أشعه الشمس تدخل البيت ، أشغلي البيت بالأنشطه الترفيهيه و الرياضه ، أزيلي أي علامات تسبب أو تزيد الأحساس بالأكتئاب داخل البيت .
- من النقاط الهامه ، يجب أن تعرفي أن العلاج الكيميائي لا يسبب الأدمان ، و يمكن التخلي عنه بعد فتره وجيزه ، و أحيانا يكون لا مفر منه للعلاج ، أيضا لا يجب علي من حولك أن يعرف بأنه يعالج عند طبيب أذا كان هذا سيسبب له حرجا ، حتي لا يتخلي هو أيضا عن فكره العلاج ، و يجب ان يكون مقتنعا أنه سيتغلب قريبا علي هذه الأزمه .
- يجب أن تكوني واضحه و صريحه مع طبيبك المعالج ، و التعرف علي مدي شده الحاله ، و أهم النقاط التي يجب مراعتها للتغلب علي هذا الوضع .
- أخيرا لابد أن تكوني موقنه بالأمل بأنها فعلا ( فتره و حتعدي ) لانها بالفعل كذلك أذا ما تعاملنا معها علي أساس سليم ، و لابد أن تزرعي بداخله الأمل أيضا ، و لا تجعليه يستسلم ، تحدثي معه ، حاولي تجديد الحياه ، معرفه أسباب المشكله و مساعدته للتغلب عليها ، لكن يجب أن تكوني وافعيه في عرض الحلول .. فالفشل في الحل يعني أزدياد الأزمه ، يمكنك التفكير في حلول بديله ،أذا لم تستطيعي حل المشكله الرئيسيه .
- قربيه من الله ، شاركيه الصلاه و الصيام ، و العمره أذا أستطعتي ، فمريض الاكتئاب أحيانا من شده يأسه يبتعد عن الله ، و هذا من شده مرضه و معاناته ، لاتقطعي أبدا الطريق بينه و بين الله .. و رددي دوما عبارات تدل علي ثقتك بالله في كافه المشاكل التي تواجهك ، أدعي الله دوما أن يعافيه ، و يحفظه لكم بأحسن حال .. فالله هو القادر علي كل شيء ( و لكن لا ننسي أنه لابد أن ناخذ بالأسباب )
- شجعيه علي ممارسه الرياضه و لو في المنزل ، أشعريه أنه مهم ، و انكم فعلا بحاجه أليه … و لكن لا تزيدي الأعباء عليه و لا تضغطي عليه ..
أخيرا ، التحدي صعب ، كوني موقنه بالله بأن ستمرين من هذا الأبتلاء ، كوني صبوره .. فأهم مفتاح لديكي هو الثقه في الله و الصبر و الأمل .